دفاعاً عن حقّ الأطفال في التفكير والدهشة وطرحِ الأسئلة، وتعزيزاً لقدراتهم في التفكّر والتأملِ فيما حولهم، وانطلاقاً من حرص مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي على سلامةِ النسيجِ الاجتماعيّ والوطنيّ الفلسطيني، ومن بابِ قناعتها الراسخة بأنّ التواصلَ مع المجتمعِ المحلي هو السبيلُ لجسر الهوة حولَ أي سوء فهم، تقدمُ المؤسسة هذا البيان لتوضيحِ ما حدثَ في النادي الثقافي الذي تنفذه مديريةُ التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة تامر، في مدرسة "رياض الأقصى" في ضواحي القدس.
ففي إطار التعاون بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة تامر وبحضور منسق المؤسسة، وضمنَ فعالياتِ النادي الثقافي المذكور، دارت مجموعة من النقاشات مع الطالباتِ حول الكون وتطوراته المادية، التاريخية والمعاصرة، حيث تأتي هذه النقاشات انطلاقاً من رؤية المؤسسة لأهمية رفع وعي الجيل اليافع بالمستجداتِ الحالية التي يشهدها العالم، من خلال حواراتٍ آمنة ومفتوحة مع مجتمعاتهم المحلية، خصوصاً في ظل الانفتاحِ التكنولوجيّ على العالم، ووصول أغلبيةِ الأطفال واليُفّع لمصادرَ معلوماتيةٍ قد تكونُ مضللة في حالاتٍ كثيرة.
وتؤكدُ مؤسسة تامر على أنّ ما نَشرهُ البعضُ لاحقاً حولَ الجلساتِ الحوارية والنقاشات، هو تضليلٌ وتشهيرٌ بالمؤسسة وكوادرها، وبثٌّ لإشاعاتٍ عاريةٍ عن الصحة، حتى بلغ بهم الأمر استخدامَ كلماتٍ مسيئةٍ جداً، وغريبةٍ عنا وعن ثقافتنا وقيَمنا المجتمعية. وبالرغم من مساعي المؤسسة الحثيثة والطويلة لاحتواء الأزمة من خلال التعاونِ مع الوزارة، وبالاجتماعِ المشترك مع الطالباتِ، والأهالي، وأطراف أخرى، إلا أنَّ حملةَ التشويهِ ما زالت مستمرة، وتصبحُ أكثرَ عنفاً.
مما لا شكَّ فيه أنَّ هذا التضليل والهجوم هو جزءٌ من الحملةِ الشرسة والحرب المعلنة على الفعلِ الثقافيّ في المجتمعِ الفلسطينيّ، والمؤسساتِ والأفرادِ العاملينَ في قطاع الثقافةِ والتعليم، وضدَّ كلّ فعل يرتبطُ بإعمالِ العقلِ والتدبر، والتفكر الذي حثت عليه الأديان.
من الجدير ذكره، أن مؤسسة تامر ومنذ انطلاقتها في العام 1989 من رحم الانتفاضة الاولى، تسعى إلى تعزيز ثقافة التعلم في فلسطين، وبناء الهوية الوطنية، والإنسانية، وتعزيزِ قيم الانتماءِ للثقافة العربية الفلسطينية الأصيلة، من خلال بناءِ شراكاتٍ واسعة وممتدة مع شبكة المكتباتِ المدرسية، والمجتمعية، التي تضمُّ أكثرَ من 400 شريكٍ في المخيمات، والقرى، والمدن، والتجمعاتِ الفلسطينيةِ المختلفة، فهذا واجبها وأحد مبررات وجودها، ولن تسمحَ المؤسسةُ لأيٍ كان، فرداً أو جهةً بأن يشكّكَ بهذا الدور أو يُسئ له.
وأخيراً، تدعو المؤسسة إلى عدمِ الانجرار وراء الفكر الإقصائيّ والتشهير بالأفراد والمؤسسات التي ساندت ولا زالت تساند صمود الشعب الفلسطيني في الحفاظِ على هويته وانتماءه. كما تهيبُ بمجتمعنا الفلسطيني، والجهات المسؤولة للوقوف أمامَ واجبها في الحفاظِ على حريةِ العملِ الثقافي، ووقف أي تحريضٍ غير عقلاني قد يؤدي الى الفتنة والعنف.
كما وتؤكد مؤسسة تامر أنّها ستلجأُ للقضاء الفلسطيني ولشركائها المجتمعيين، لحمايةِ كوادرها وطواقمِ عملها ضدَّ أي خطابٍ من أي نوع كان، قد يعرضهم للإساءة جراءَ إشاعاتٍ وأخبارَ مضللة لا أساسَ لها من الصحة.
إنّ بناءَ السلمِ الأهليّ، مسؤوليةُ الجميع، أفراداً ومؤسسات، لنحاول جميعاً أن يكونَ الحوارُ لغةً مشتركةً لنا.