الطفلة والطفل والجرة هم البدايات لهذا الامتداد المكوّن لهوية الأرض في عفويتها ونقائها. الطف
الطفلة والطفل والجرة هم البدايات لهذا الامتداد المكوّن لهوية الأرض في عفويتها ونقائها.
الطفلة والطفل، الصغار في التجربة الحياتية والمعرفة، الكبار كالمجرة في الفضول وحبّ الاستكشاف، وغزارة الأسئلة والتساؤلات.
الفضول الذي ينمو ويتطور مع كل حركة، ولعبة، ومع كل حكاية يسمعانها عن الجد والأرض، وعن أقمار أربعة تضيء تلال المريمية والعكوب في جبال الجرمق والعاصور.
الطفلة والطفل وبحر يافا وشقائق النعمان هم الجذور التي تمتد في عمق الأماكن على مدّ النظر، امتداداً يمكنهم من مجاورة الأزمنة، والتعرف على الثقافات المختلفة، ليزوروا إيزيس، والفنيقيّين، وأصفهان وبلاد فارس، ليجمعوا قصصها، لينتقلوا بها ومنها من عالم إلى عوالم تشكل مجرة لانهائية.
مجرة تحمل آلاف الحكايا، والألوان، وأساطير الأرض والأنبياء، وذاكرة تجوال في القارة الصغيرة التي تشاركوا بها مع الأصدقاء. ضحكاتهم تملأ الأرض والسماء فرحاً، وماء، وصوراً، ورقصات من ثقافة السومريين، والكثير مما لا نعرفه بعد.
كما الطفلة والطفل هي تجربة مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي. في العام 1989 كانت البدايات، بداية الحبو على أربع، ومن ثم، ومع تجاربها الإنسانية المتنوعة مع الأطفال والفتيان والمعلمين والمكتبيين، تمكنت من النهوض والمشي على قدميها، لتصبح من المشائين في الفضاء العام، فاحتفاؤها بهؤلاء، واحتفاؤهم بها، لا يقيّدُ بالسنوات، ولا يُعرّفُ بالأعوام، ولكن بالتجارب الإنسانية التي خاضتها مع من مروا بالفكرة قبل المؤسسة، وعاشوها وجاوروها ومشوا معها الدرب الطويل.
الفكرة التي ما زالت تنمو وتتطور مع تجارب الأطفال والمكتبيين والمكتبيات، وتنتعش بجمع الحكايا من الاتساع الفلسطيني عن القدس عاصمة الثقافة العربية، والمقامات، وحرفنا اليدوية. جمعنا آلاف القصص في كتابي الأول، وفي يراعات كان أصحاب القلم هم الأطفال والفتيان والفتيات، ومعهم قمنا بطباعة عشرات آلاف النسخ من إصدرات الأطفال والفتيان، ومن جواز سفري للقراءة، لتصل إلى ملايين القرّاء في فلسطين والعالم، فقرأوا واستمتعوا، وكتبوا ولونوا شواطئ بحر يافا وغزة، وجبال جرزيم وعيبال في نابلس، والطويل في البيرة، وعرب الجهالين، والخان الأحمر، وأكثر، ووصلوا إلى شواطئ المتوسط من الجهة الأخرى.
مع هذا الانتقال العضوي والسلس من الجرة إلى المجرة إلى الطفل والفكرة، نستطيع أن نقول إننا، في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، اعتمدنا علىالشراكات الوطنية، متمثلة بمكتبات مجتمعية ومدارس، ومراكز شبابية، ومبادرات، ووزارات، وداعمين، شكلوا جميعهم ذلك النسيج والبيئة الحاضنة للعزيمة والاجتهاد والمثابرة نحو حلم يفضي إلى مجتمعات تعلُّمية أكثر أمناً وحرية لأطفال فلسطين وأطفال العالم الذين يشهدون ظروفاً هي الأصعب في السنوات الاخيرة، فالمسؤوليات جسام، لكن المسيرة والصيرورة في تربية الأمل تستمر وتنمو مع كل ابتسامة طفلة وطفل، ومع كل وبريق في عيونهم نحو أفق أوسع وأرحب لنا جميعاً.
وها نحن الآن ندعو جميع الشركاء والأهالي مع الأطفال لخلق مجرّات إضافية في عالمنا، وندعو أنفسنا لمزيد من التأمُّل والتعلُّم والمراجعة للتجربة.
لمزيد من المعلومات تابعونا على صفحتنا الإلكترونية www.tamerinst.org، أو من خلال هاتف رقم 022986121 في رام الله، ورقم 08284799 في غزة.